العالمبیانتقارير

الأسواق الحدودیة أم بوابات إیران الأستراتیجیة (1)

الأسواق الحدودیة أم بوابات إیران الأستراتیجیة (1)

علي أحمد

يزداد نفوذ طهران يوما بعد يوم في العالم العربي عبر بواباتها الأستراتيجية في حدودها مع العراق. من هناك تصدر الجمهورية في إيران منتجاتها للسيطرة على العراق وصولاً إلى سورية ولبنان واليمن والبحرين والأن نشهد فتح جبهة جديدة لأبتلاع قطر والسيطرة على الدولة وثرواتها. وحين نذكر قطر هنا نرجع قليلاً بذاكرتنا إلى بدايات هذا المشوار التي ذهبت فيه إيران. في عام 2003 حين شنت طائرات الولايات المتحدة الحرب على العراق والأطاحة بنظام حزب البحث الأشتراكي وإعدام صدام حسين، وجدت طهران هذه الفرصة الثمينة أمامها وفتحت العديد من الأسواق الحدودية مع العراق.

كانت بدايات هذه الأسواق تعد بداية النفوذ الإيراني في العراق ومن هناك بدأت إيران بتصدير العديد من المنتجات كالأغذية والأسمنت وصولاً إلى السيارات وغيره من منتجاتها ولكن هذه لم تكن المنتجات الوحيدة التي صدرتها إيران لبلاد الرافدين. بعد سقوط الحكم في العراق وتفكيك المنظومة الإدارية والجيش والبنية التحتية، صدرت إيران رجالاتها واسلحتها وزرعتهم في كل من الجيش والحكومة والمرجعية الدينية والبلديات وغيره من المناصب الصغيرة والكبيرة. لا ننسى ايضا أنها ترسل سنويا الأف الناس عبر هذه البوابات الأستراتيجة إلى العراق بحجة زيارة المراقد الدينية هناك. لكن من خلال فتح هذه البوابات ودخول تلك الأفواج للعراق سيطرت إيران على بلد كالعراق وأسكنت العديد من مرتزقتها في المدن الجنوبية وغيرها من المدن كبغداد مثلا.

وفي بداية الثورة في سوريا في عام 2011 وجدت إيران الفرصة الذهبية الأخرى لمد ذراعها نحو بلاد الشام وذلك عبر هذه البوابات الأستراتيجية التي تسمى الأسواق الحدودية للتجارة مع الدول الجارة ومروراً بالعراق الذي كانت حينها تسيطير عليه بشكل كبير. هذه الأسواق التي تتواجد في العديد من المدن الحدودية مع العراق كمدينة المحمرة والتي تمسى الأن بخرمشهر وسوقها في منطقة الشلامجة على الحدود العراقية الإيرانية ومنطقة الجذابة في البسيتين وعبادان والأسواق الحدودية الأخرى في مدن بيرانشهر،سردشت ،أشنويه في محافظة أذربايجان الغربية وبانه ،مريوان ،سقز في كردستان وباوه، جوانرود، قصرشيرين، سربل‌زهاب وخسروي في محافظة كرمانشاه ومهران ودهلران في محافظة ايلام وحديثا أسواق جديدة في محافظة بوشهر لتصدير مباشرة إلى قطر.

 وحين شهدت سوريا ثورتها ضد حكم حزب البعث الأشتراكي والرئيس بشار الأسد أرسلت هذه الأخيرة رجالها من الحرس الثوري وحزب الله والمليشيات العراقية الموالية لها والمرتزقة الأفغان وغيرهم إلى سوريا وذلك بحجة الدفاع عن مرقد السيدة زينب کما فعلت في العراق ولكن كما يقال ماخفي أعظم، فأنها كانت تخطط للسيطرة على بلاد الشام والربط بين أذرعتها في العراق ولبنان وكانت تحتاج إلى النفوذ والسيطرة على سورية حتى يستطعوا أن يوسعوا حدود نفوذهم في البلاد العربية.

وبعد ظهور داعش في العراق وسوريا انتبهت إيران لهذه النقطة الحساسة والهامة وأستقلتها في تشكيل أكبر ميليشا موالية لها تحارب بأسمها من جهة وتسيطر على المناطق التي تقلقت فيها ودمجها لاحقاً معا ليتكون منها جيش يحمي المصالح الإيرانية وبذلك تمد أذرعتها بعيداً في العربية وتوسعة دائرة النفوذ التي تطمح اليها وفتح جبهات جديدة.

سقطت صنعاء قفلة أيضاً بيد ميليشا الحوثي وثم تحالفهم مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في عام 2011. وسلطت إيران الضوء حينها على البحرين تمهيدا لزعزة الأمن هناك من جهة والسيطرة على الدولة ومن جهة أخرى دفع الأنظار عن اليمن حتى تستطيع إرسال جنرالاتها هناك وبسط نفوذها. ولكن ماذا كانت تريد إيران من اليمن؟

من هناك كانت تريد طهران فتح جبهة جديدة في الحدود مع المملكة العربية السعودية تمهيداً لما تقوله دائما العالم الأسلامي يجب إن يكون محمدياً كالجمهورية الأسلامية ولا تستطيع السيطرة على هذا العالم الأسلامي إلا عبر دخولها بلد الحرمين الشريفين وزعزعة أمنها وثم السيطرة على الممكلة والأطاحة بالحكم هناك.

المركز الاحوازي لحقوق الانسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى