الأمم المضطهدةالاحوازالعالمحقوق الإنسان

تسقی الحكومة الإيرانية القرى الاحوازية عطشا

تسقی الحكومة الإيرانية القرى العربية عطشا

علي أحمد

لیس مفهوماً تماما ما هيّ المطالبات التي يجب أن يطالب بها الشارع الأحوازي من الحكومة الإيرانية هذه الأيام. المتعارف عليه في العالم أجمع أن يستطيع إي شعب أن يرفع مطالباته المشروعة للحكومة التي تدير البلاد وإن كانت تلك الحكومة محتلة. أما ما يجري في الأحواز فهو مختلف تماما في واقع الأمر. الحكومة الإيرانية شتت المطالبات بشكل كبير جداً لكي يصل الأمر إلى المطالبة بمياه نقية للشرب والزراعة سعياً من الشعب العربي الأحوازي لبقاء ما تبقى له من أراضي خصبة وحياة كريمة.

تسعى الحكومة الإيرانية عبر سياسة إدارة المياه في الإقليم ومنع تدفق المياه من أعلى جبال زاجروس إلى الأنهر والأهوار في الأحواز إلى الضغط على الشارع العربي الأحوازي، لكي يخضع لمطالبها المبنية على العنصر الواحد “الشعب الأيراني” ولكي ينصهر مع الفرس كشخص فارسي أصيل، يتكلم اللغة الفارسية ويتفاخر بالثقافة الفارسية وينسى بأنه يوما ما كان عربياً. غير ذلك أنها تسعى أيضا من خلال قبضتها الحديدية على مياه الأحواز ونقلها عبر الأنفاق المخيفة بحجمها التي أحدثتها ك نفق بهشت أباد مثلاً، إلى تهجير العرب للمدن الفارسية واستبدالهم مع المستوطنين الفرس.

لذا لننظر قليلاً من المتضرر من أيجاد هذه الكوارث البيئية في الأحواز ومن المستفيد؟

فيديو صادم أرسله حديثاً أحد المزارعين من قرية غفيلة المراونة في مدينة الحميدية، يظهر حجم الكوارث البيئية الناتجة عن سياسة أدارة المياه للحكومة في طهران. نشاهد في الفيديو كيف وصل الحال بالمزارعين العرب وكيفية وصولهم للمياه التي يحتاجونها لزراعتهم. أنابيب تمتد كالأفاعي من المكائن الميكانيكية إلى قاع قناة لم يتبقى من مياهها شيء وشقاء كبير منهم لسقي محاصيلهم ببعض القطرات.

ولو رجعنا قليلاً بذاكرتنا ومررنا على الأعوام الماضية نشاهد كمية التلوث الحاصل من هذه السياسة في المدن العربية وصولاً إلى العراق أيضاً. لذا من الواضح تماماً من المتضرر الكبير ومن المستفيد من استهداف المناطق العربية. فأن إيران من خلال اتخاذها هكذا سياسات تجويعيه تجاه الشعب والأرض في الأحواز تهدف لتهجير العرب قسرياً من مدنهم واسكان مستوطنيها مكانهم والاستيلاء على خيرات هذا الإقليم الغني.

كم سد أحدثته إيران على منشاء المياه العذبة؟

تستفز طهران أقليم كردستان العراق في قطع المياه تارةً وتنتقد تركيا تارةً أخرى على سياستها لإدارة المياه ولكنها في نفس الوقت تنتهج سياسة التطهير العرقي في البلاد العربية وبناء عشرات السدود ومنع تدفق المياه في الأنهر. فأنها انشأت سدود كثيرة منها سد كارون 3 وهو يعد من أكبر السدود في إيران ويخزن خلف هذا السد وحده فقط أكثر من ثلاثة مليارات متر مكعب، ناهيك عن سد شهيد عباس بور أو بما يعرف في كارون 1 وسد كارون 2 وسد كارون 4 وسد مسجد سليمان وعشرات السدود التي تخنق أقليم الأحواز يوما بعد يوم.

أطول نهر في الأحواز “كارون” يكاد أن يلتقط أنفاسه الأخيرة كباقي الأنهر كالكرخة والدز واليراحي. هذه السياسة الهادفة من الحكومة في طهران سببت في الأعوام الماضية كوارث بيئية لا تعد ولا تحصى. منع المياه من الأحواز ونقلها عبر أنفاق إلى الأقاليم المركزية كأصفهان ويزد وكرمان وقم سببت العديد من الكوارث البيئية منها تلوث الهواء في الأحواز وتدمير أكثر من مليون نخلة في المدن العربية وجفاف الأنهر والأهوار. وبعيداً عن هذا تعاني العديد من المدن والقرى الأحوازية من قطع في مياه الشرب لعدة أيام متواصلة وهذا ما يزيد الطين بلة.

قرية غفيلة المراونة في الحميدية وعشرات القرى الأخرى تمر بأزمة انسانية منذ خمسة أيام. قطع المياه على 45 قرية من قرى الحميدية “قرية غفيلة المراونة، قرية الحاج غافل المرواني، قرية حاج مغطاف مرواني، قرية حجي يبر مرواني، قرية ماهور مرواني، قرية عبودة، قرية سيد هادي، قرية بني نعامة 1، قرية شيخ عودة نعامي 2، قرية سيد شريف، قرية اشبيلية 1 و قرية اشبيلية 2، قرية عش الغلغ، قرية سيد استار، قرية بني سالة، قرية السيلاوية، قرية العيايشة، قرية بني تميم، قرية بيت غاصد بني تميم و غيره من القرى.”، تعد كارثة انسانية لأهداف طهران السياسية التي تنتهجها منذ عقود في الأحواز.

تسقی الحكومة الإيرانية القرى العربية عطشا وتستهدف كل ما يستطيع أن يكون مطلباً انسانيا لا سياسيا للشعب العربي الأحوازي وتجريده من كل ما تبقى له وخنقه في دائرة مطالب مياه الشرب والغذاء لكي لا تسنح له الفرصة بمطالبة طهران كشعب يعيش منذ الأف السنين على تلك البقعة من الأرض. فلمن يشتكي الشعب إذن؟

المركز الأحوازي لحقوق الإنسان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى