الاحوازالعالم

ملاحظات سبيده قليان واعترافات قسرية لسجناء احوازيين

ملاحظات سبيده قليان واعترافات قسرية لسجناء احوازيين

سبيده قليان ، طالبة وناشطة في مجال حقوق العمال التي تم اعتقالها بعد أنباء عن التعذيب وسوء المعاملة أثناء احتجازها في أعقاب احتجاجات العمال في الأحواز في عام (1398)، بعد افراجها بكفالة، نشرت ملاحظاتها في السجن و قدمت سلسلة من التغريدات التي تعطي صورة دقيقة ومرة ​​في نفس الوقت عن تجربة الأسر في سجون الاحتلال الفارسي.

وقد شاركت 19 قصة في شكل كتاب بعنوان “السمک يقتل دماء الهور العظیم” وفي العديد من هذه القصص تم ذكر أسماء سجناء احوازيين الذي أجبروا على الاعتراف ضد أنفسهم تحت الضغط والتعذيب و لقد أُجبروا على الاعتراف بالجريمة. وبحسب قولها ، لم يُسمح للسجناء الاحوازيين بالتحدث بالعربية، وكان يُطلق عليهم “نجس” ويُجبرون على التحدث بالفارسية أثناء تهديدهم بالقتل. وبشأن الاعترافات الاجبارية، سبيده قليان كتبت: “لقد أنني شاهدت تعذيب احوازيين الذين وضعوا مرارًا أمام الكاميرا للاعتراف بأنفسهم”.

في إحدى هذه التغريدات، ذكرت سجينًا عربيًا اسمه إسماعيل، والذي تحت ضربات الاسلاك وهراوة الجلادون، وردًا على من سألوه عن اسم العملية، رد باللغة العربية بأنه لا يعرف، مما أدى إلى مزيد من التعذيب. فقال له الجلادون المحتلون: ايها النجس تكلم بالفارسية. وغردت سبيده قليان على صفحتها في تويتر: “ضربات العصا والسلك هي التي تضرب الواحدة تلو الأخرى بالشتائم. يااماه… هذه هي المعلومة الثانية التي أسمعها من صوت التعذيب والصراخ. وسأله الجلادون عن اسم العملية فيصرخ بالعربية. لا أدري. التعذيب يزداد سوءا والمعذبون يصرخون: ايها النجس، تكلم بالفارسية.

و هي وصفت بالتالي تغذيب إسماعيل بأنه سكب مواد ساخنة وربما ماء مغلي على جسد الأسير العربي لإجباره على الاعتراف. وكتبت سبيده قاليان: “كأن الماء المغلي سكب على جسد إسماعيل الذي لم يكن يعرف كيف يتكلم بالفارسية بشكل صحيح. قولوا لي اي من عملية أشير إليها، لكني أؤمن بالله فقط.”

تروي رواية أخرى لهذه الناشطة العمالية اضطهاد وتعذيب رجل يبلغ من العمر 20 عامًا يُدعى حسن بسبب ذهابه إلى حفل زفاف بملابس عربية. وكتبت أيضًا أن رواياتها هي فقط لمحاربة الصمت ضد الظلم ولا تسعى إلى أي هدف آخر. فقالت: “هذه هي تجاربي من 90 يومًا في مركز احتجاز استخبارات في الأحواز. أنا لرية و لست عربية، لا أنوي التفريق، أنا مجرد شاهد، الشاهد الذي لا يفترض أن يصمت”.

كما أفادت الناشطة العمالية التي تم اعتقالها وسجنها عدة مرات، عن وجود مئات من السجينات العربيات في سجون الأحواز اللَّواتي تم سجنهن فقط لكونهن “نساء” و “عرب”. وفي تغريدة ، ذكرت سجينات عربيات قابلتهن خلال فترة وجودها في سجون الأحواز، ووصفت إحداهن بـ “الأخت العربية”: “زهراء واحدة من مئات النساء العربيات المحتجزات والمعذبات في الأحواز. “وهو ظلم لسببين: الأول امرأة ، والآخر عربیة”.

أطلق عليها نشطاء حقوق المرأة لقب “صوت الصمت”. في تغريدة أخرى ، ذكرت امرأة عربية أخرى متزوجة تعرضت للتعذيب الوحشي والصعق بالكهرباء لإجبارها على الاعتراف. غردت: “صهبا حمادي من مواليد ١٣٧٨  معتقلة منذ آبريل 2018 ، متزوجة وطالبة هندسة زراعية ، رأيتها لأول مرة في معتقل الأحواز. تم إحضارها إلى الزنزانة، حيث تم صعقها بالكهرباء في غرفة الاستجواب لتعترف بأنها كانت تنوي تسميم زوار الأربعين.”

تُظهر روايات التعذيب هذه بوضوح أن السجناء والمعتقلين العرب يتعرضون للتعذيب الوحشي والمنهجي للإدلاء باعترافات اجباریة أمام الكاميرا ضدهم، وأكثر من أي وقت مضى تتعرض الهوية واللباس واللغة مواطن عربي الي إهانة. لا يعتبر المواطن العربي مواطناً من الدرجة الثانية أو حتى الثالثة فحسب، بل هو أيضاً أكثر اضطهاداً من قبل الاحتلال الفارسي بسبب اختلافه العرقي ولغته وموقعه الجغرافي وتاريخه و أرضه الغنيه من النفط و الغاز. هذه الاعترافات والروايات حول تعذيب السجناء العرب من النساء والرجال لها أهمية مضاعفة لأن هذه الروايات نفسها يكشف عنها شخص غير عربي له تاريخ في النضال والدفاع عن حقوق العمال وائتمانهم ، وهذه الملاحظات موضوعية يتم تقاسمها دون وسطاء بالنسبة لنا.

الكاتبه: فاطمه الاحوازيه

المركز الاحوازي لحقوق الانسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى