الاحوازالعالمحقوق الإنسان

حرب إيران على الفقراء “الجانب المظلم من الاحتلال الفارسي” أم ذریعة لتنظيم الأسواق؟

قد یبدو للجمیع من وکالات الأنباء الإیرانیة بأن البلدیات هناكتشن حملات لتنظيم الأسواق في المدن وانشاء اماكن خاصة للباعة المتجولة الذين يكسبون لقمة عيشهم بهذه الطريقة وكما تزعم الحكومة الإيرانية الهدف من هذه العملية هو تنظيم الأسواق ومحاربة الفساد وعدم العشوائية التي تشوه الوجه الجميل للبلد. لكن هل هذه الصورة المرسومة في وكالات الأنباء، الصورة الحقيقة لهذه الحملات ضد الباعة أم هناك وجه أخر للنظام الإيراني ؟

تصاعدت الحملات ضد الباعة المتجوليين في السنين الأخيرة في جميع انحاء جغرافية بما تسمى إيران واخذ طابعا كبيرا في وكالات الأنباء الإيرانية بأسماء مختلفة كما تدعي دائماً لكن في هذا التقرير نتكلم بشكل خاص على الحرب القائمة على هؤلاء الفقراء في بلد الثروات والمنجم اللامتناهي للنظام الإيراني، الأحواز. 

نتذكر جميعا كيف ولماذا اصبح يونس عساكرة الرجل الفقير ذاك رمزا ضد هذه الحرب القائمة حين حرق نفسه أمام بلدية المحمرة. ولماذا تكاتف الأف من هؤلاء الباعة في المدن الأحوازية المختلفة ضد هذه الحملات العشوائية من النظام وكشف الوجه الحقيقي لها. 

في الأونة الأخيرة شهدنا تظاهر الألف من الباعة امام البلديات والتصدي لهذه الظاهرة التي تستهدف لقمة عيشهم وطلبو انهاء هذه المعاناة بأي شكل ممكن ولكن مانراه يوميا من النظام عكس مايزعم تماما.

بلدية الأحواز العاصمة على سبيل المثال تشن حملات وحشية بشكل شبه يومي في الأسواق والأعتداء على الباعة بكل أطيافهم، أن كانو رجالا أم نساء وحتى اطفال لا تتعدى اعمارهم العشرة سنوات. شهدنا ايضا كيفية التعامل الوحشية مع البشر في هذه الأسواق التي هرب اليها هؤلاء الفقراء لأنهم لم يجدو اي عمل أخر يكسبو منه لقمة عيشهم. وايضا شهدنا كيف تأخذ البلديات اموالهم على الطريقة الوحشية للمافيات وطلب فدية كقراصنة الصومال من هولاء الباعة مقابل استرجاع أموالهم والسماح لهم بالعمل مرة اخرى. و لكن لماذا كل هذه الحملات ضد أناس عزل بالكاد يستطيعو كسب لقمة عيشهم؟

كما نعرف الحكومة الإيرانية لا تقدم على خطوة في جميع المدن الأحوازية ولم يكن ورائها مخطط كبير ضد أي كائن يتكلم العربية وإن كانت ببقاء تعلمت بضع كلمات من صاحبها لكي يستطيع بيعها في سوق العرب في الأحواز العاصمة وكسب مالا مقابل روئيتها تتكلم. 

يقول احمد صاحب الببقاء تلك : أخذ مني وقتا طويلا حتى استطعت أن أعلمها بعض كلمات عربية لكي أعرضها في السوق وأكسب من ورائها بضعه أموال لعائلتي المكونة من زوجتي و ثلاثة اطفال.

احمد احد الباعة في سوق العرب درس العلوم الزراعية و حصل على شهادة الماجستير من جامعة أزاد في الأحواز لكن كما يقول : درست العلوم الزراعية و حصلت على شهادة الماجستير ولكن لم اجد عمل في اي دائرة حكومية وغيرحكومية مرتبطة في مجال دراستي، لذلك لجأت للسوق لكي اكسب لقمة عيش لعائلتي.

وألاف أخرين كأحمد ممن تعرضو لهذه الممارسات الوحشية من قبل البلديات في المدن الأحوازية لهدف واضح تماما لجميع من يتابع الإستراتيجيات الإيرانية لتهجير العرب وتغيير ديمغرافية الأحواز وأعطاء تسهيلات وعروض لشراء بيوت وغيره في العاصمة طهران او مدن أخرى.

انشاءت الحكومة الإيرانية في الأونة الأخيرة مدينة مصغرة قريبة من مطار الخميني في طهران و بدأت تسوق في الأحواز و المدن العربية الأخرى لهذه المساكن بعروض مقرية من جهة والضغط عليهم في العمل والأسواق وأي مكان أخر لكي تدفع هؤلاء الناس بخطط خبيثة للجوء للهجرة الي أماكن بعيدة عن مسقط رأسهم وأنحلالهم رويدا رويدا في المجتمع الفارسي في طهران ولم تكتفي في ذلك ايضا بل حاولت سرقة أموال من قدم على هذه الخطوة و هاجر الى طهران عن طريق أناس دفعت بهم بين هؤلاء الوافدين الجدد و بهذا تحاول تدمير ابسط مقومات الحياة للأنسان العربي الأحوازي بأي شكل من الأشكال حتى وأن قبل أن يترك مسقط و يهاجر الأف الكيلومترات بغرض الحصول على فرصة جديدة للحياة.

لم يكتف نظام الملالي بمحاربة الفقراء خاصة في الاحواز حيث وثق ناشطون لحظة مصادرة بسطة احد الاحوازيين من قبل بما تسمى قوات بلدية الاحتلال و محاولة البائعالاحوازي لإيقافهم لم تفلح و إنما انهالوا عليه بالضرب في الايام الماضية.

في سياق متصل وثق ناشطون احوازيون لشاب اخر و هو خريج جامعة و بعد مصادرة بسطة يصيح بأعلى صوته ” انا خريج جامعة و لديه بكالوريوس “.

حرب ايران على الفقراء لا يتوقف عند الباعة المتجوليين و انما مستمر في اشكال اخرى كالسيول (السيول المفتعلة الاخيرة) و الحرائق و الامراض المجهولة ( حمى الكنغو) و الهجرة القسرية.

الكاتب: علي أحمد 

المركز الاحوازي لحقوق الانسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى