Uncategorizedالأمم المضطهدةالاحوازحقوق الإنسان

الموت على رقعة الشطرنج! الطفولة في الأحواز أولاً.

الموت على رقعة الشطرنج! الطفولة في الأحواز أولاً.

علی أحمد

معضلة رقعة الشطرنج الخاصة بنا هي أن صاحب القرار يحاول إسقاط الجنود والجدران الدفاعية الأخرى عن الشعب العربي الأحوازي لكي يستبدلها بجنود العدو. وأيضا لو افترضنا هناك من نستطيع أن نعده صاحب القرار في الأحواز فهو العدو نفسه الذي يتحكم في اللعبة.

ولو افترضنا أن الجدار الأساسي لبناء أي بلد هم أطفال البلد، فأن الجنود في المقدمة في رقعة الشطرنج تلك هم أطفال الأحواز بحد ذاتهم. في لعبة الشطرنج المعروفة لدى الجميع، يحاول اللاعب أو بما يسمى صاحب القرار أن يحمي الملك بسقوط الجدار الأول وهم الجنود، فلا يهتم اللاعب لسقوطهم كثيراً. لكن في تلك اللعبة التي يعرفها الجميع الجنود ليسوا الجدار الأساسي بل هم في مقدمة المعركة وذلك عادي جدا. ولكن في رقعتنا الخاصة، فأن الجنود لدينا هم الجدار الأساسية التي يجب أن نبني عليها وطننا. لذا يحاول صاحب القرار أن يسقط هؤلاء الجنود الصغار من رقعة الشطرنج لكي لا نستطيع بنا ذلك الوطن.

وكما نعرف جميعا أنه لا يمكن بناء وطن وشعب ذات قرارات مستقلة دون أن نهتم لبناء أطفالنا وتعليمهم بالشكل الصحيح بعيداً عن الخلافات الطائفية والحزبية وغيره. ولكي نفهم اللعبة الحالية في الأحواز يجب أن ننظر قليلاً إلى الخلف. ولنتساءل من هو المتحكم الأصلي في اللعبة؟ ومن الذي يحرك خيوطها حسب ميوله وسياساته التي يضعها دون أن يهتم لمن يسقط عن الطاولة؟

حين سقط علي برواية في مجاري الصرف الصحي في الأحواز تذكرنا جميعا سقوط رغد سواري الطفلة التي قتلت برصاصة في رأسها. والبعض أيضا تذكر أقوال الدكتور كاوه جاسب أخصائي أمراض الدم وسرطان الأطفال وأيضا الرئيس السابق لمستشفى شفا في مدينة الأحواز العاصمة، حين صرح لكثير من الجرائد الإيرانية ومنها جريدة جام جم عن تصاعد وتيرة السرطان لدى الأطفال في الأحواز. نقل السيد جاسب بأن السرطان لدى الأطفال أزداد بنسبة 500 في المئة وهذا يدل على حجم التطهير العرقي الكبير الذي تمارسه السلطات في طهران مع الشعب العربي الأحوازي.

في السنين الماضية ظهرت العديد من الأمراض الخطيرة والتي تسبب في کوارث کسقط الجنين أو وفاة الطفل بفترة قصيرة بعد الولادة والبعض ایضاً یفتح عيناه للحياة مشوه الخلق. تلك الكوارث لم تأتي من عدم، بل من سياسات وضعتها السلطات الإيرانية باستمرار وذلك سبب في أيصال الأحواز لهذه الحالة الخطرة.

وبعد بناء السدود المتتالية على منابع المياه التي تصب نحو الأحواز وأيضا نقل المياه عبر أنفاق عظيمة نحو المحافظات المركزية كأصفهان وكرمان وقم ظهرت العديد من الكوارث البيئية وتلوث الهوا في الأحواز. لذا شاهدنا أيضا کثیر من التقارير من قبل منظمة الصحة العالمية التي يتصدرها الأحواز كالمدينة الأكثر تلوثاً في العالم.

ظاهرة سقط الجنين كانت وحسب تقارير الوكالات الأنباء الإيرانية في كثير من المدن العربية في الأحواز ولكنها كانت حسب نفس التصريحات نوعان، النوع الأول النتاج عن تلوث الهوا أما الثاني وهو يعد أيضاً ظاهرة خطيرة يشهدها الإقليم منذ فترة، سقط الجنين بسبب الفقر لدى العرب هناك. أيضاً أنها وفرت في كثير من المراكز الطبية خدمات لسقط الجنين بأسعار قليلة، وهذا لكي تسهل العملية التي خططت لها مسبقا.

حركة أخرى من السلطات الإيرانية نحو الوصول إلى قلب اللعبة على رقعة الشطرنج ولكي تنتهي إيران من الملك في لعبتنا وهو يعد قلب اللعبة، سببت من جهة بشتى الطرق لإيصال ذلك الملك لحالة فقر وجوع مزمن. وكما قلنا سابقاً فأن الأطفال هُم الجدار الأساسي لبناء الوطن، فأننا نستطيع أن نعد قلب اللعبة بالشعب العربي الأحوازي. السلطات في طهران في الواقع حين أطلقت سهامها نحو الشعب العربي الأحوازي لأيصاله لحالة تجويع وقتل صامت، فأنها ضربت عصفورين في حجر واحد. الأول الطفل الأحوازي والأخر الشعب بكل أطيافه.

ولا ننسى أيضاً أرسال العديد من أطفال المدارس لمدن عربية إلى ميادين الحرب في منطقة الشلامجة والحويزة وبعض الثكنات العسكرية في الحدود مع العراق. وكالة مهر للأنباء نقلت منذ فترة قصيرة تم أرسال 540 من أطفال المدارس في مدينة الفلاحية كدفعة اولى إلى تلك الميادين الملغمة.

رئيس وزارة التربية والتعليم في مدينة الفلاحية صرح لوكالة مهر للأنباء: تم أرسال هؤلاء الأطفال إلى المناطق الحربية لكي يعيدوا البيعة مع اهداف وميثاق مؤسس الجمهورية وأيضا تربيتهم على منهجه.

أخيراً بدأنا نشاهد تصاعد وتيرة استهداف الطفل الأحوازي من قبل الحكومة الإيرانية لضرب الشعب الأحوازي مباشرةً وأيضا تباشر في تطهير عرقي صامت وبخطط محكمة وثم جلب المزيد من المستوطنين الفرس وإسكانهم في الأحواز لكي يتغير الأحواز ديموغرافياً بعد فترة وجيزة وأظهاره بحلة فارسية جديدة. فهل نستطيع أن نلعب حركة جديدة على رقعة الشطرنج نحو حماية اطفال الأحواز من بطش النظام الإيراني الممنهج؟ أم أننا سوف نشهد قريباً تغييرات جذرية في الأحواز كما خططت لها أيران؟

المركز الأحوازي لحقوق الإنسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى