الاحوازالعالمبیانتقاريرحقوق الإنسانصوروجهة نظر

ايران ترتكب “الجرائم المركبة” ضد الاحوازيين.

تعد القضية الاحوازية رغم قدمتها على ارض الواقع, جديدة على مسامع المتابعين للشان الايراني او بالاحرى منطقة الخليج العربي , و المتابعين لاحداث هذه المنطقة الاكثر من اي منطقة اخرى في العالم لكونها تعتبر صرّة العالم لاسباب عديدة.

احتلت الدولة الايرانية, الاحواز بالعسكر في 20-04- 1925 و منذ الايام الاولى لاحتلالها تبنت سياسة عدوانية غير انسانية تجاه هذه المنطقة و اهلها و حاولت جاهدة الى تغيير كل المعالم الموجودة على الارض الاحوازية العربية و تبديلها الى فارسية.

على سبيل المثال: قامت الدولة الايرانية في زمن رضا بهلوي الذي احتل الاحواز بتغيير اسماء المدن و شوارعها و القرى و المناطق و……ء

كذلك وضع قائمة اسماء معينة تدل على الانتماء الفارسي للمواليد الجدد لا يسمح للعوائل اختيار سواها الا نادرا جدا.

بعد ذلك عملت الدولة الايرانية دراسة على الاراضي الاحوازية التي ترجع ملكيتها بالاساس للاحوازيين و بعد ذلك قامت بسياسة سمتها “الاصلاح الزراعي” و كان الهدف منها منح البعض القليل من الاراضي لاهلها و مصادرة قسم كبير منها بدعوى انها اراضي بائره و لا يستخدمها اهلها و اهدائها لقيادات الجيش الفارسي الذين شاركوا في احتلال الاحواز كغنائم حرب على قرار توزيع الغنائم في القرون الغابرة.

لم يقف النظام عند هذا الحد بل تطاول اكثر بعد ان شاهد مقاومة الاحوازيين لتلك السياسات غير الانسانية فقام بتهجير العوائل الاحوازية من مناطقهم الى الشمال الايراني مشيا على الاقدام حيث بعض تلك الاجرائات استغرقت شهور عديدة

طوت العوائل الاحوازية فيها مئات الاميال مشياً ليصلوا الى مناطق شمال ايران و في تلك الاثناء توفى الكثير من افراد العوائل خاصة العجزة و الاطفال الذين لم تكن عندهم قدرة تحمل اعباء المتاعب التي واجهها المهجرون الاحوازيون الذين تهجروا من ديارهم قصرا و ارحلوا الى ديار الغربة.

وضعت سياسات عنصرية شوفينية لادارة المناطق الاحوازية العربية هدفها تغييب العنصر العربي الاحوازي و المجئ بعنصر فارسي اخذ زمام الامور في الادارة و الاقتصاد و التعليم و الملكية و السيادة و …….ء.

كان العنصر الفارسي و مازال يريد الاحواز ارضاً و ثروات و لا يريد المواطن الاحوازي و لم يكن يوما مستعدا ان يعطي اي فرصة للسواد الاعظم من الاحوازيين ليطوروا انفسهم في ضل سياسات دولة الاحتلال. قامت بعد ذلك الدولة و تطبيقا لسياساتها العنصرية الشوفينية بترقيب الاحوازيين للهجرة خارج اقليمهم و بالمقابل دفع غير العرب للمجئ الى المناطق العربية و العيش فيها.

دائما كان و مازال المستوطن غير العربي يحصل على التسهيلات الكافية للحياة و التمويل المالي من البنوك و المؤسسات المالية الاخرى و فرص العمل في الدوائر و المصانع و كذلك السيطرة الكاملة على الاسواق و التجارة و على المعاملات في الشئون الزراعية. خلافا للمواطن العربي الاحوازي الذي يتنازل مستواه المعيشي و التعليمي و يفقد حق الملكية لاراضيه و يتهجر من القرى الى المدن بشكل ممنهج و يتباطئ مستواه الثقافي و العلمي و تكثر فيه الامية و الادمان و الجرائم  و العرف القبلي المسنود بشكل خفي من قبل اجهزة الامن و الشرطة الايرانية بدل الحياة المدنية لكي تستخدمه في انجاز بعض التكتيكات التي تم التخطيط لها من قبل اجهزة الامن الفارسي لاثارة النعرات القبلية و وضع ابناء القبائل الاحوازية مقابل بعضهم البعض بدل السماح للقلة من ابناء الاحواز الواعين لتاسيس مؤسسات مدنية تساعد المواطن الاحوازي على المشاكل و المحن التي تهدد مجتمعه و تحارب الجهل و الامية و التخلف و توّعيه و تعّرفه على حقوقه.

مزيداً على كل الجرائم التي اندرجت في السطور اعلاه فان الدولة الفارسية قامت بسرقة الثروات النفطية و المعدنية و ثروات المياه الاحوازية دون ان تخصص حتى واحد بالمئية من تلك الثروات لتنمية المناطق العربية ضمن الخريطة السياسية المسماة ايران.

لا اريد ان اذكر ارقام الاموال التي تحصل عليها الدولة الايرانية من صادرات النفط و الغاز الاحوازي ناهيك عن ثروة المياه و الزراعة و غيرها, كل هذه الثروات تمت و مازالت سرقتها من الاحواز في وضح النهار و يعيش الاحوازي في اقسى حالة يمكن للانسان ان يتصورها في ضل حكومة تدعي انها اسلامية و رجالاتها يدعون بانهم احفاد “اول من دوّن بنود حقوق الانسان”الكذبة التي لا يقبلها الا من يحمل عقل غير سليم.

مؤخرا الدولة قررت سياسات سرية انفضحت البعض منها, تهدف الى التطهير العرقي تدريجيا و باشكال مختلفة  و محو الهوية العربية للاحواز من خلال هدم البنايات التاريخية و كذلك مصادرة الاراضي المتبقية لتقيم  عليها مشاريع فاشلة  كقصب السكر مثلاً او لبناء مستوطنات للقادمين من المدن الفارسية.وكذلك تسميم المياه و ايضا تسميم الهواء و الدليل هو التقارير الصادرة من المنظمات الدولية التي تشير الى هذا الموضوع, و في المقابل عدم تطوير المستشفيات و المراكز الصحية و الحفاظ على اجهزتها التي دخلت الى ايران في زمن بالي و اتت بها وزارة الصحة من مستشفيات المدن الفارسية الاخرى بعد ان فقدت صلاحياتها هناك.

طبعا تستثنى في هذا المجال  المستشفيات التابعة للمصانع او الى شريكة النفط التي تعالج موضفيها و عمالها الذينهم من المستوطنين الفرس غالباً. فان هذه المستشفيات تمتلك اجهزة متطورة افضل من المستشفيات و المراكز العامة التي يراجعها العرب.

كل هذه تعد جرائم مركبة ترتكبها الدولة الايرانية بحق العرب الاحوازيين بسبب الاختلاف في الانتماء القومي للعرب و بدوافع عنصرية بحتة يحملها الفرس ضد الاحوازيين و يقومون بها للقضاء على العنصر العربي في الاحواز الذي يهددهم دائما بالثورة المستمرة التي يسقط من ابناء الشعب العربي الاحوازي خلالها قوافل من الشهداء و يزج في سجون الاحتلال المئات من الاسرى  ثمناً لاسترجاع حقوقه التي اغتصبت و وطنه الذي احتل بغفلة من العالم كله و بحيلة حيكت بين الدولة الايرانية و القوى الكبرى في بدايات القرن العشرين كما اسلفت في بداية المقال.

علي قاطع الاحوازي

10-01-2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى