الأمم المضطهدةالاحوازالعالمحقوق الإنسان

مناشدة عاجلة لا تحمل التأخير عن لسان المعتقلين وأسرانا الابطال، تحت عنوان:

مناشدة عاجلة لا تحمل التأخير عن لسان المعتقلين وأسرانا الابطال، تحت عنوان:

أنقذونا من سجون الفرس في الاحواز

قد لا يتخيل الانسان مدى فظاعة الم السجن ومعاناة نزلائه لا سيما في دولة يحكمها نظام اجرامي وعدواني مثل ملالي طهران الذي يعتمد على الحديد والنار في فرض سطوته. فمثلاً قد تحدث بعض التجاوزات على السجناء في أي بلد في العالم لكن عندما يتم التعذيب بصورة ممنهجة ولفترات طويلة ويمنع العلاج والدواء بمن فيهم المصابين بأعيرة نارية فهذا مما يشيب له الولدان.

ان معاناة أهلنا في الاحواز لا يمكن وصفها في سطور قليلة، فمن احتلال جائر منذ 93 سنة تقريباً إلى حرمان من الثروات النفطية والغاز الطبيعي والمعادن والمياه العذبة وتجفيف الأنهار والاهوار وقطع الارزاق وعدم وجود فرص عمل إلى منع حتى التسمية للمواليد بأسماء عربية إلى تجاهل الاستثمار في البنية التحتية وتطويرها، كل ذلك خلق امر واقع يؤدي للثورة والحنق على هذا النظام الجائر القادم من مزابل التاريخ ومن العصور المتخلفة.

لكن كل ذلك لا يقارن مع حملات التعذيب والهوان التي يتلقاها المساجين لا سيما السياسيين منهم ومن يطالبون بأبسط المطالب الشرعية والقانونية مثل مبدأ تكافؤ فرص العمل وحق العمل والتظاهر. فالداخل لتلك السجون الفارسية مفقود والخارج منها مولود. فلا محاكم تراعي ابسط شروط العدالة القانونية. بل مجرد محاكم صورية سريعة لا تخضع لأبسط النظم والأعراف القانونية المتبعة في كافة انحاء العالم.

فهذا النظام الفارسي المارق على كل القوانين والاخلاقيات المتعارف عليها عالمياً بدأ حملته بالاغتيالات منذ تسلطه على رقاب العباد بمجيء السفاح صادق خلخالي رئيس محاكم الثورة سنة 1979، واستمر النهج العدواني بقليل من المواربة خلف جدران السجون المعتمة. ولأجل إخفاء كافة الدلائل والقرائن لا يتم إعطاء أهالي المعتقلين أي تفاصيل عن أماكن احتجازهم. فيما التهم جاهزة من قبيل محاربة الله والفساد في الأرض وغيرها التي ما انزل الله بها من سلطان ولا عرفتها الشرائع السماوية ولا القوانين الوضعية.

ومن اهم من تم كشفه مؤخراً عن حملات التعذيب هو ما سربه ونشره الرئيس الإيراني السابق محمود نجاد عن اليه التعذيب لفتيات وسيدات في عمر الزهور في سجن كهريزك. ثم فرض السلطات الامريكية هذا الشهر عقوبات على مدير سجن رجائي شهر الرهيب، ورئيس السلطة القضائية في إيران! لكن كل ذلك لا يقارن مع السجون في مدن الاحواز حيث تكتظ السجون بأعداد هائلة من البشر رجال ونساء، والتعذيب النفسي والجسدي من إهانة وضرب مبرح يؤدي لأمراض وعاهات دائمة، وتجويع وحرمان من العلاج أصبحت من اوليات السجون والمعتقلات لدى ذلك النظام العدواني القابع في طهران.

في حين لا يتسن للمنظمات الدولية بدخول السجون الاحوازية لا سيما منظمة الصليب الأحمر الدولي او منظمة العفو الدولية وغيرها من المنظمات العاملة في هذا الحقل الإنساني. بل ان منطقة الاحواز منطقة عسكرية محظورة يمنع فيها دخول الصحفيين والإعلاميين. وكل ذلك تسبب في زيادة مأسي هذا الشعب وابنائه المناضلين الذين يسومهم نظام الملالي سوء العذاب بلا رادع أيا كان نوعه سواء قانوني او أخلاقي او ديني.

ورغم العداء العربي الإسرائيلي لكن يتخرج بعض الاسرى والمعتقلين العرب من السجون الإسرائيلية بشهادات دكتوراه مثل اللبناني سمير القنطار الذي قضى 29 سنة في سجونهم، ويتاح لهم الفرصة لتعيين محامين عنهم وتصويرهم بوسائل الاعلام العالمية وحضور حتى بعض جلسات التقاضي، في حين ان نظام الملالي لا يوفر تلك الحقوق البسيطة لأي معتقل. ويقوم بنصب حبال المشانق في الشوارع من خلال استخدام الرافعات الضخمة لسرعة تنفيذ عمليات الإعدام.

وما حصل اخيراً من مظاهرات شعبية واسعة في كافة انحاء جغرافية ما يسمى إيران تسبب في اعتقال 8000 معتقل حسب بعض التسريبات في حين ادعى النظام بأنه اعتقل قرابة 1000 شخص فقط. وكان نصيب الأسد للمدن الاحوازية. ففي مدينة الفلاحية (الدورق الاحوازية) لوحدها وبعد اول يوم من انتفاضتها تم اعتقال أكثر من 500 شخص! مما يجعل الامر مأساوياً لكثير من العائلات والشباب الاحوازيين.

سننقل لكم جريمة من اجرام هذا النظام بحق ثلاث من ابناء الاحواز، انهم ثلاثة رفاق وأصدقاء كان كل ذنبهم الدفاع عن حقوقهم المسلوبة. وما حدث لهم كان قبل ثمانية أشهر وقد لا يعلم به الا القليل ولم تقدم لهم اي مساعدة، لهذا ننقل لكم ملخص عما جرى لهم من احداث ومعاناتهم مع كافة السجناء السياسيين الاحوازيين في سجن شيبان.

اعتقل النظام الاجرامي الفارسي الناشط الاحوازي حسين السيلاوي قبل ثمانية أشهر بعد ان أطلقت عليه عدة طلقات حين الاعتقال حيث وصفت حالته بالسيئة الى درجة تعفنت رجله اليسرى بسبب الاصابة كما حكم عليه القاضي الفارسي بالإعدام والتنفيذ يكون في مدينة طهران العاصمة الايرانية. فقضى 8 اشهر في الزنزانة، و تم نقله الى سجن شيبان و هو في حالة صحية سيئة جدا حيث حال اكثر المعتقلين في هذا السجن،

الأسير حسين سيلاوي يبلغ من العمر ٣٠ عاما، أعزب ومن مواليد العراق، درس في مدرسة صدام حسين في مدينة تكريت. يعمل في الاعمال الحرة ويتكلم العربية ولن يعرف اللغة الفارسية.

من ثم تم اعتقال الشاب ناصر المرمضي عندما كان برفقة حسين السيلاوي ليلة اعتقاله دون ان يتعرض لأي اصابه من النظام الاجرامي ولم يعرف مكانه حتى الان منذ اعتقاله قبل 8 أشهر.

الأسير ناصر المرمضي متزوج ولديه بنت و ولد ويبلغ من العمر ٣٥ عاما وكان يعمل في سلك الشرطة في حي الملاشية احد احياء الاحواز العاصمة.

وبعد ايام من الحادث تم إطلاق النار من قبل الاستخبارات الايرانية على رفيقهم الثالث علي الخزرجي (الصورة) واصابته عدة طلقات، استطاع الهروب ولكن من شدة النزيف اغمى عليه وسقط في الشارع حيث استطاع جلاوزة النظام اعتقاله ثم نقله الى مستشفى حي الزهور (جلستان) وبعد ذلك الى سجن شيبان.

الأسيرعلي خسرجي يبلغ من العمر ٢٥ عاما يعمل في الاعمال الحرة، أعزب، كان من سكان حي الثورة أحد احياء الاحواز العاصمة ولكن بعد الاعتقال اجبرت الاستخبارات الايرانية ذويه بالانتقال من الحي الى مكان اخر.

وسوف ينقل لكم المركز الأحوازي لحقوق الإنسان ملخص من معاناة السجناء السياسيين في سجن شيبان في القسم الذي يوجد فيه الشابين على خزرجي وحسين سيلاوي المنتظر تنفيذ حكم الاعدام في الايام القادمة حيث دست ادارة السجن أحد السجناء وهو مدمن مخدرات وبلا ضمير ليكون مسؤولا عنهم وسمحوا له ان يعمل بهم ما يشاء من التفتيش والتعذيب اليومي.

ان أسرانا الذين يتم اعتقالهم ومن ثم يواجهون أشد وسائل التعذيب تحت ايدي الاجرام الفارسية الحاقدة على ابناء الشعب الاحوازي، انهم اليوم يمرون بأصعب الظروف والوضع المأساوي ويواجهون التعذيب النفسي والجسدي بكل اشكاله، انهم يناشدون المجتمع الدولي وجميع المؤسسات الحقوقية والانسانية، انهم لم يطلبوا سوى إيصال صوت شعبهم وظلم النظام الفارسي في تعامله مع المعتقلين، ان المحكمة الاجرامية صدرت بحقهم أقصى الأحكام الجائرة من الإعدام شنقا الى السجن المؤبد.

و سوف نعرض لكم هنا اسماء معتقلين اخرين مع نوع الأحكام الصادرة بحقهم و أرجو ان نقوم بواجبنا تجاه كل أسير احوازي يقبع في سجون الفرس :

ناظم البريهي والذي حكمت عليه محكمة الثورة الا اسلامية بالسجن المؤبد،

زهير الهليجي،

يحيى الناصري،

خالد عبيداوي،

مهدي حلفي،

حسن عبيات المحكوم بالإعدام.

وعليه وبناء على ما تقدم، يطالب المركز الأحوازي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي وكافة المنظمات الدولية ذات الاختصاص بالضغط على نظام طهران واجباره على فتح كافة أبواب سجونه للتفتيش الدولي الدقيق لاسيما في السجون الاحوازية مثل سجون سبيدار وشيبان وحتى سجون الحرس الثوري السرية وباقي مقرات التعذيب لتدارك الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية. فهذا النظام الدموي اعترف بأن 5 انتحروا او ماتوا جراء التعذيب مؤخراً. وهذا عدد مشكوك في دقته لنظام مارق متعود على الكذب واخفاء الحقائق والتزوير. وان تجاهل هذا النداء الإنساني سيعرض حياة الالاف من الشباب والشابات لخطر القتل والتعذيب بما في ذلك عمليات الاغتصاب والجرائم الجنسية العنيفة كما وضع ذلك تسريب سجن كهريزك الشهر الماضي. بل ان تجاهل هذا النداء سيجعل هذا النظام العدواني يتمادى في جرائمه وعدوانه بلا خوف او وجل من محاسبة عن جرائمه المتكررة والمتعددة.

التقرير بإعداد:

المحامية الأردنية الأستاذة شذى جريسات

الناشط الاحوازي الأستاذ امير موحي

المركز الأحوازي لحقوق الإنسان

19 كانون الثاني / يناير 2018

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى